وطن حر
صفحة 1 من اصل 1
وطن حر
هلال عبدالله وصفاء صابر
ماذا يعني لك الوطن؟، هل يمكن أن نعرف الوطن بالأرض، وهل يمكن أن نعرف الانتماء له بحبه والتضحية في سبيله بالغالي والنفيس؟.. سأكتفي بهذا التعريف وأفترض جدلا أنه مُتوافق عليه وأبني عليه ما سأفكر فيه بصوت عال معكم الآن، لم دوما يتغنى قادتنا ورؤساؤنا القهريون برغبتهم في نقل أوطاننا كي تصبح على النمط الغربي وكأنه هو الحضارة الوحيدة والتقدم الذي لا مثيل له في العالم، ولم دوما يشعر المواطن العربي بالقهر في وطنه والرغبة في مغادرته، وهل تنبع هذه الرغبة من ذاته أم أنه يتشربها من محيطه قهرا دون وعي؟
أظن أن المثال الذي سأطرحه قد يفسر بعضا مما نعيشه جميعا في عالمنا العربي المسروق منا عنوة لصالح التفكير في الهجرة والبحث عن وطن جديد ينعم بالحرية والفكر والإبداع والتنمية و”الوطنية” في قلوب مواطنيه.
كان وزير يحدث موظفيه في قطاع غزة عن رغبته في أن يصبحوا أكثر اهتماما بعملهم وانتاجا فيه، فضرب لهم مثلا بالدولة العظمى “بريطانيا” صاحبة الشعب الأكثر “وطنية” في العالم ربما بعد “اليابان” الذي يملك فيها كل مواطن مفك صغير في جيبه “حسب تأكيدات الوزير” كي يصلح هذا المواطن كرسي الباص وهو ذاهب أو عائد من عمله إن وجد أحد مساميره قد انخلع من مكانه.. المهم أن المواطن في بريطانيا لا يحيي العلم لأنه “حسب تأكيدات صديق الوزير” لديه حس مرتفع بالوطنية و”أنا” عليا كثيرة الاعتزاز بنفسها ووطنها لذا لا يجب زيادة غرورها بتحية العلم.
وهنا نسي هذا الوزير “المتعالي” والمخلوع من “وطنيته” أن هذا المواطن الذي يتحدث له عن وطنية المواطن في بريطانيا واليابان قد خاض حربا لأكثر من خمسين يوما لم يتخل فيها عن موقعه ولا عن أداء الخدمة المجتمعية ورعاية شؤون المواطنين الآخرين بل وشؤون الوزير نفسه من حماية وأمن رغم أنه لم يتلق راتبه لعام أو يزيد، ولم يحظ من رئيسه بالاحترام والتقدير بل نال كل إهانة وإذلال وحتى عندما قدموا له بعضا من مستحقاته أسموها “مساعدة”، وأوجبوا له شكر الدول المانحة التي يسرت له قوت يومه وتسديد ديونه بعد شهور من المعاناة وذل السؤال.
ونسي أيضا هذا الوزير الذي ما انفك يتفاخر بحصوله على “الدكتوراه” في “فن وأساليب القيادة” أن أول أساليب القيادة وقبلها من فنون التربية أن تعزز من شخصية وقدرات الشخص لا أن تقارنه بمن هو أفضل منه حالا وأكثر أريحية في شروط وأساليب عمله، فهل يمكن أن تعطي لشعب تحت الاحتلال مثلا في الوطنية لشعب كان قادته السبب المباشر في خضوعه للمحتل؟!
ليس هذا خاص بنا كفلسطينيين فقط، بل كل قادتنا في العالم العربي لديهم هذه العقدة، هم مؤصلة فيهم “عقدة النقص” والخضوع “للغربي” الذي نشأوا في أكنافه، بينما لا تشكل لهم أرض بلادهم سوى غنيمة توارثوها عن آبائهم وميراثا سهلا لم يتعبوا فيه ولم يبذلوا لأجله روحا ولا مالا، لذا لا يتوانون عن التحالف مع “الشيطان” نفسه إن طلب منهم كي يحافظوا على ترفهم حتى وإن بذلوا لأجله أرواح الآلاف غيرهم، واحتالوا على أرزاقهم، وتعاونوا على حصارهم، أو في أبسط التقادير لم يبذلوا جهدا لرفع الظلم عنهم واكتفوا بقولهم “أردت أن أستقيل ولكن هكذا هي السياسة، لعبة قذرة، ولم أكن أعلم”.!
ماذا يعني لك الوطن؟، هل يمكن أن نعرف الوطن بالأرض، وهل يمكن أن نعرف الانتماء له بحبه والتضحية في سبيله بالغالي والنفيس؟.. سأكتفي بهذا التعريف وأفترض جدلا أنه مُتوافق عليه وأبني عليه ما سأفكر فيه بصوت عال معكم الآن، لم دوما يتغنى قادتنا ورؤساؤنا القهريون برغبتهم في نقل أوطاننا كي تصبح على النمط الغربي وكأنه هو الحضارة الوحيدة والتقدم الذي لا مثيل له في العالم، ولم دوما يشعر المواطن العربي بالقهر في وطنه والرغبة في مغادرته، وهل تنبع هذه الرغبة من ذاته أم أنه يتشربها من محيطه قهرا دون وعي؟
أظن أن المثال الذي سأطرحه قد يفسر بعضا مما نعيشه جميعا في عالمنا العربي المسروق منا عنوة لصالح التفكير في الهجرة والبحث عن وطن جديد ينعم بالحرية والفكر والإبداع والتنمية و”الوطنية” في قلوب مواطنيه.
كان وزير يحدث موظفيه في قطاع غزة عن رغبته في أن يصبحوا أكثر اهتماما بعملهم وانتاجا فيه، فضرب لهم مثلا بالدولة العظمى “بريطانيا” صاحبة الشعب الأكثر “وطنية” في العالم ربما بعد “اليابان” الذي يملك فيها كل مواطن مفك صغير في جيبه “حسب تأكيدات الوزير” كي يصلح هذا المواطن كرسي الباص وهو ذاهب أو عائد من عمله إن وجد أحد مساميره قد انخلع من مكانه.. المهم أن المواطن في بريطانيا لا يحيي العلم لأنه “حسب تأكيدات صديق الوزير” لديه حس مرتفع بالوطنية و”أنا” عليا كثيرة الاعتزاز بنفسها ووطنها لذا لا يجب زيادة غرورها بتحية العلم.
وهنا نسي هذا الوزير “المتعالي” والمخلوع من “وطنيته” أن هذا المواطن الذي يتحدث له عن وطنية المواطن في بريطانيا واليابان قد خاض حربا لأكثر من خمسين يوما لم يتخل فيها عن موقعه ولا عن أداء الخدمة المجتمعية ورعاية شؤون المواطنين الآخرين بل وشؤون الوزير نفسه من حماية وأمن رغم أنه لم يتلق راتبه لعام أو يزيد، ولم يحظ من رئيسه بالاحترام والتقدير بل نال كل إهانة وإذلال وحتى عندما قدموا له بعضا من مستحقاته أسموها “مساعدة”، وأوجبوا له شكر الدول المانحة التي يسرت له قوت يومه وتسديد ديونه بعد شهور من المعاناة وذل السؤال.
ونسي أيضا هذا الوزير الذي ما انفك يتفاخر بحصوله على “الدكتوراه” في “فن وأساليب القيادة” أن أول أساليب القيادة وقبلها من فنون التربية أن تعزز من شخصية وقدرات الشخص لا أن تقارنه بمن هو أفضل منه حالا وأكثر أريحية في شروط وأساليب عمله، فهل يمكن أن تعطي لشعب تحت الاحتلال مثلا في الوطنية لشعب كان قادته السبب المباشر في خضوعه للمحتل؟!
ليس هذا خاص بنا كفلسطينيين فقط، بل كل قادتنا في العالم العربي لديهم هذه العقدة، هم مؤصلة فيهم “عقدة النقص” والخضوع “للغربي” الذي نشأوا في أكنافه، بينما لا تشكل لهم أرض بلادهم سوى غنيمة توارثوها عن آبائهم وميراثا سهلا لم يتعبوا فيه ولم يبذلوا لأجله روحا ولا مالا، لذا لا يتوانون عن التحالف مع “الشيطان” نفسه إن طلب منهم كي يحافظوا على ترفهم حتى وإن بذلوا لأجله أرواح الآلاف غيرهم، واحتالوا على أرزاقهم، وتعاونوا على حصارهم، أو في أبسط التقادير لم يبذلوا جهدا لرفع الظلم عنهم واكتفوا بقولهم “أردت أن أستقيل ولكن هكذا هي السياسة، لعبة قذرة، ولم أكن أعلم”.!
هلال عبدالله- زائر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين يناير 29, 2018 2:41 am من طرف محمد حسن ضبعون
» الأن إعدادية كفرالشخ آخر العام 2016
الإثنين يناير 29, 2018 2:36 am من طرف محمد حسن ضبعون
» تحميل المواد التدريبية : المرحلـــة الاعــداديـــة 2018
الثلاثاء نوفمبر 21, 2017 11:31 pm من طرف محمد حسن ضبعون
» نظام التقويم 2017/2018
الأربعاء نوفمبر 15, 2017 12:31 am من طرف محمد حسن ضبعون
» نظام التقويم 2017/2018
السبت نوفمبر 11, 2017 6:58 am من طرف محمد حسن ضبعون
» ماهي الأمور الفنية اللازمة لتهيئة الصف المقلوب؟؟
الأحد مايو 07, 2017 4:56 am من طرف محمد حسن ضبعون
» المحليات - بيلا كفرالشيخ
السبت يناير 28, 2017 5:51 am من طرف محمد حسن ضبعون
» الصف الثالث الأعدادى
الثلاثاء ديسمبر 27, 2016 11:59 pm من طرف محمد حسن ضبعون
» مراجعة علوم الصف الأول الأعدادى
السبت ديسمبر 17, 2016 11:08 am من طرف محمد حسن ضبعون